الأحد 01 ديسمبر 2024
|
---|
الجوانب السلبية المذهلة لدى الأذكياء
هل يعد مستوى الذكاء العالي نعمة أم نقمة؟ الصحفي في بي بي سي ديفيد روبسون يحقق في ذلك الأمر.
إذا كان الجهل نعمة كما يقال، فهل الذكاء يعني بؤساً؟ ذلك هو الشائع بين العامة. نحن نميل إلى الاعتقاد أن العباقرة قد ابتلوا بالقلق بشأن الوجود، وبخيبة الأمل، والشعور بالوحدة. تأمّل أحوال فيرجينيا وولف، أو ألان تورينغ، أو ليسا سمبسن – وهم نجوم عاشت وحيدة ومنعزلة، حتى عندما كانت تبهرنا بظهورها اللامع. وكما كتب إرنست همنغواي ذات مرة: "ما أعرفه هو أن السعادة لدى الأذكياء أمر نادر."
ربما يبدو السؤال هامشيا ولا يهم إلا قلة من الناس، لكن قد يكون للرؤى المطروحة في هذا الشأن تداعيات بالنسبة للكثيرين.
يهدف الجزء الأكبر من نظامنا التعليمي إلى تحسين الذكاء الأكاديمي؛ ومع أن حدود ذلك معروفة، لا يزال اختبار "مستوى الذكاء" الوسيلة الأساسية لقياس القدرات المعرفية.
وننفق الملايين على طرق تدريب أذهاننا، وتعزيز القدرات المعرفية التي تحاول مساعدتنا في الحصول على مستويات أعلى من الذكاء.
ولكن ماذا لو تبيّن أن السعي للوصول إلى العبقرية هو في حد ذاته تفكير ساذج؟
بدأت الخطوات الأولى للرد على مثل هذه الأسئلة قبل قرن من الزمن تقريباً، في ذروة عصر "الجاز الأمريكي".
وقتذاك، سحر الاختبار الجديد لـ "مستوى الذكاء" الكثيرين بعد أن أثبت نجاحه في مراكز تجنيد المتطوعين للحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1926، قرر العالم النفسي لويس تيرمان، استخدام الاختبار لتحديد ودراسة مجموعة من الأطفال الموهوبين.
وجاب تيرمان مدارس كاليفورنيا بحثاً عن الصفوة من طلابها، ليختار 1,500 طالباً بمستويات ذكاء تبدأ من 140 فصاعدا.
وكان 80 طالبا منهم يتمتعون بمستويات ذكاء تجاوزت 170.
وقد أُطلق على أولئك الطلاب جميعاً فيما بعد اسم "النمل الأبيض"، ولا زالت نجاحاتهم وإخفاقاتهم تحت البحث والدراسة حتى يومنا هذا.
وكما يمكن لك أن تتوقع، فقد استطاع الكثير من طلاب فريق "النمل الأبيض" تحقيق الثروة والشهرة.
والجدير بالذكر أن الكاتب المسرحي جيسّ أوبنهايمر كان من بينهم، وهو كاتب كلاسيكي من خمسينيات القرن الماضي، ومؤلف "أحب لوسي".
عند عرض مسلسله على قناة "سي. بي. إس." كان معدل دخل أفراد فريق "النمل الأبيض" ضعف ما كان يحصل عليه موظفو الإدارات.
لكن، لم يحقق جميع أفراد المجموعة توقعات عالم النفس تيرمان، إذ امتهن العديد منهم مهناً "متواضعة" كضباط في الشرطة، وبحّارة، وكاتبين على الآلة الكاتبة.
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2015/04/150429_vert_fut_downs...
- قرأت 3173 مرة