الأحد 01 ديسمبر 2024
|
---|
أنا الوردة
أنا الوردة ..لست وردة و لكني الوردة .. انا الوحيدة الفريدة ..خلقني الله حتي اكون أحد ما يقيم به للناس أثار العظمة و بدائع المقدرة .. لست كأي شئ من المخلوقات .. أنا لا اشرب الماء ككل أنواع النبات بل أنني انتقي منه ما اشاء من قطرات .. أختارها بعد زمن من الفحص و التدقيق و قد لا أشرب القطرة كلها بل أختار منها ما اشاء من أجزاء و جزيئات و لا أحتاجها كلها .. لا أحتاج لساق تحملني و لا لأوراق تظهر جمال شكلي أنا مخلوق مستقل بذاته بدونكم جميعا أحيا وبدونكم تزداد سعادتي .. لا أحتاج لشوك يحميني و لا لسحاب يمطرني و لا لأرض تضمني لست في الأرض أنا بل أنا الأرض نفسها و أنا الأرض كلها ..أنا الوردة الوحيدة المزروعة في السماء فوق كل المخلوقات .. مني يستمد الجبل قوته و البحر عمقه و الأنسان فكره .. حاول رسام مرة أن يرسمني ..فرسمته و حاول شاعر أن يمجدني في قصيدة حب فسحرته و أراد محب أن يهديني لمحبوبته فسلبته قلبه و عقله .. جن فقتل محبوبته و أنتحر .. تاريخي أطول من تاريخ كل الكائنات و بقائي مستمد من الخلود .. أراكم جميعا كالزجاج .. يشف ما وراءه و يسهل كسره و تحطيمه .. أما أنا فأقوي من الحديد و أصلد من الماس .. أسمع أصوات قلوبكم خوفكم و طمعكم .. كذبكم وزيفكم .. لكل خصلة صوت مميز أسمعه و أعرفه .. أكره كل روائحكم .. كلها عفنة قذرة حتي و أن أغرقتم أنفسكم بأرقي أنواع العطور و شربتم كل أنواع المطهرات .. ذنوبكم تفضحكم ..
أرواحكم مثقلة بالطين والهموم و جباهكم مكلله بالعار و الخيانة .. أنا الطاهرة وسطكم يستبان سوادكم من بياضي و يغطي نوري علي ظلمتكم .. أرواح العسل بجانب ريقي مالحة و جفون السكاري بجانب سهري ناعسة .. من أجلي خلق الله الحب و لأجلي أجري الحنين و لي وحدي أوجد الضمير .. أهتم بما لا تهتمون به و يشغلني ما لا تحسبون له ويؤرقني ما تنامون عنه ..الآلامي في غفلتكم و فرحتي في أختفائكم .. أنا الوردة ..لا تجرؤ كل الطيور التي خلقها الله علي التهام ورقة مني و لا حتي علي الوقوف تحت ظلي إلا بأذني .. أنا الوردة تستأذن الشمس قبل أن ترسل علي شعاها و قد أمنعه و يقف القمر منتظرا اشارتي قبل السطوع و قد أحجبه .. أعرف قدري جيدا لست مغرورة و لا مقهورة .. أعرف قدري جيدا .. لم أرغب يوما في شئ أنول ما أريد وقتما أريد و كيفما أريد .. أطلب من الله ما وهبه لي فيعطيني .. أعرف قدري جيدا .. أنا أستحق و لا أريد .. أنتظر و لا أتي أختفي ولا أعود .. أنا الوردة.. أعرف قدري جيدا
- قرأت 2639 مرة